الآيات 89 - 97
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {لايجرمنكم شقاقي} لا يحملنكم فراقي.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال {شقاقي} قال: عدواني.
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس. أن شعيبا قال لقومه: يا قوم اذكروا قوم نوح وعاد وثمود {وما قوم لوط منكم ببعيد} وكان قوم لوط أقربهم إلى شعيب، وكانوا أقربهم عهدا بالهلاك {واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم} لمن تاب إليه من الذنب {ودود} يعني يحبه، ثم يقذف له المحبة في قلوب عباده. فردوا عليه {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا} كان أعمى {ولولا رهطك} يعني عشيرتك التي أنت بينهم {لرجمناك} يعني لقتلناك {وما أنت علينا بعزيز} {قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله} قالوا: بل الله. قال فأتخذتم الله وراءكم {ظهريا} يعني تركتم أمره وكذبتم نبيه، غير أن علم ربي أحاط بكم، {إن ربي بما تعملون محيط} قال ابن عباس: وكان بعد الشرك أعظم ذنوبهم تطفيف المكيال والميزان، وبخس الناس أشياءهم مع ذنوب كثيرة كانوا يأتونها، فبدا شعيب فدعاهم إلى عبادة الله وكف الظلم وترك ما سوى ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن خلف بن حوشب قال: هلك قوم شعيب من شعيرة إلى شعيرة، كانوا يأخذون بالرزينة ويعطون بالخفيفة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله {ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي...} الآية. قال: لا يحملنكم عدواتي على أن تتمادوا في الضلال والكفر فيصيبكم من العذاب ما أصابهم.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وما قوم لوط منكم ببعيد} قال: إنما كانوا حديثي عهد قريب بعد نوح وثمود.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن أبي ليلى الكندي رضي الله عنه قال: أشرف عثمان رضي الله عنه على الناس من داره وقد أحاطوا به فقال {يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد} يا قوم لا تقتلوني، إنكم إن قتلتموني كنتم هكذا، وشبك بين أصابعه.
وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {وإنا لنراك فينا ضعيفا} قال: كان أعمى، وإنما عمي من بكائه من حب الله عز وجل.
وأخرج الواحدي وابن عساكر عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بكى شعيب عليه السلام من حب الله حتى عمي، فرد الله عليه بصره وأوحى الله إليه: يا شعيب ما هذا البكاء أشوقا إلى الجنة أم خوفا من النار؟ فقال: لا، ولكن اعتقدت حبك بقلبي، فإذا نظرت إليك فما أبالي ما الذي تصنع بي، فأوحى الله إليه: يا شعيب إن يكن ذلك حقا فهنيأ لك لقائي يا شعيب، لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي".
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وإنا لنراك فينا ضعيفا} قال: كان ضرير البصر.
وأخرج أبو الشيخ عن سفيان في قوله {وإنا لنراك فينا ضعيفا} قال: كان أعمى، وكان يقال له: خطيب الأنبياء عليهم السلام.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله {وإنا لنراك فينا ضعيفا} قال: إنما أنت واحد.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {ولولا رهطك لرجمناك} قال: لولا أن نتقي قومك ورهطك لرجمناك.
وأخرج سعيد بن منصور عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: لو كان للوط مثل أصحاب شعيب لجاهد بهم قومه.
وأخرج أبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. أنه خطب فتلا هذه الآية في شعيب {وإنا لنراك فينا ضعيفا} قال: كان مكفوفا، فنسبوه إلى الضعف {ولولا رهطك لرجمناك} قال علي: فوالله الذي لا إله غيره ما هابوا جلال ربهم، ما هابوا إلا العشيرة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {واتخذتموه وراءكم ظهريا} قال: نبذتم أمره.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {واتخذتموه وراءكم ظهريا} قال: قضاء قضى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {واتخذتموه وراءكم ظهريا} يقول: لا تخافونه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي {واتخذتموه وراءكم ظهريا} قال: جعلتموه خلف ظهوركم، فلم تطيعوه ولم تخافوه.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {واتخذتموه وراءكم ظهريا} قال: تهاونتم به.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه {واتخذتموه وراءكم ظهريا} قال: الظهري الفضل مثل الجمال يحتاج معه إلى إبل ظهري فضل لا يحمل عليها شيئا إلا أن يحتاج إليها، فيقول: إنما ربكم عندكم هكذا إن احتجتم إليه، فإن لم تحتاجوا فليس بشيء.
الآية 98 - 99
أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يقدم قومه يوم القيامة} يقول: أضلهم فأوردهم النار.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يقدم قومه يوم القيامة} قال: فرعون يمضي بين يدي قومه حتى يهجم بهم على النار.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فأوردهم النار} قال {الورود} الدخول.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال {الورود} في القرآن أربعة. في هود {وبئس الورد المورود}، وفي مريم (وإن منكم إلا واردها) (مريم الآية 71)، وفيها أيضا (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) (مريم الآية 86)، وفي الأنبياء (حصب جهنم أنتم لها واردون) (الأنبياء الآية 98) قال: كل هذا الدخول.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد {واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة} أردفوا وزيدوا بلعنة أخرى فتلك لعنتان {بئس الرفد المرفود} اللعنة في أثر اللعنة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {بئس الرفد المرفود} قال: لعنة الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال: لم يبعث نبي بعد فرعون إلا لعن على لسانه ويوم القيامة، يزيد لعنة أخرى في النار.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {بئس الرفد المرفود} قال: بئس اللعنة بعد اللعنة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
لا تقدمن بركن لا كفاء له * وإنما تفك الأعداء بالرفد
الآية 100
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {منها قائم} يعني بها قرى عامرة {وحصيد} يعني قرى خامدة.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك} قال: قال الله ذلك لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {قائما} يرى مكانه {وحصيد} إلا يرى له أثر، وقال في آية أخرى (هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) (مريم الآية 98).
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج {منها قائم} خاو على عروشه {وحصيد} ملصق بالأرض.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {منها قائم وحصيد} قال: الحصيد الذي قد خرب ودمر.
الآية 101
أخرج أبو الشيخ عن الفضل بن مروان رضي الله عنه في قوله {وما ظلمناهم} قال: نحن أغنى من أن نظلم.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي عاصم رضي الله عنه {فما أغنت عنهم آلهتهم} قال: ما نفعت.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {وما زادوهم غير تتبيب} يعني غير تخسير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {وما زادوهم غير تتبيب} قال: تخسير.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {وما زادوهم غير تتبيب} أي هلكة.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه {وما زادوهم غير تتبيب} قال: وما زادوهم إلا شرا، وقرأ (تبت يدا أبي لهب وتب) (المسد الآية 1) وقال: التب الخسران {والتتبيب} ما زادوهم غير خسران، وقرأو (لا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا) (فاطر 39).
وأخرج الطستي عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {وما زادوهم غير تتبيب} قال: غير تخسير. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي حازم الشاعر وهو يقول:
هم جدعوا الأنوف فأرعبوها * وهم تركوا بني سعد تبابا